سورة الأعراف - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


{وما أرسلنا من قرية} في مدينةٍ {من نبي} فكذَّبه أهلها {إلاَّ أخذنا} هم {بالبأساء والضراء} بالفقر والجوع {لعلهم يضَّرَّعون} كي يستكينوا ويرجعوا.
{ثمَّ بدلنا مكان السيئة الحسنة} بدل البؤسِ والمرضِ الغنى والصحَّة {حتى عفوا} كثروا وسمنوا، وسمنت أموالهم {وقالوا} من غِرَّتهم وجهلهم: {قد مسَّ آباءنا الضراء والسراء} قد أصاب آباءنا في الدَّهر مثل ما أصابنا، وتلك عادة الدَّهر، ولم يكن ما مسَّنا عقوبة من الله، فكونوا على ما أنتم عليه، فلمَّا فسدوا على الأمرين جميعاً أخذهم الله بغتة {وهم لا يشعرون} بنزول العذاب، وهذا تخويفٌ لمشركي قريش.
{ولو أنَّ أهل القرى آمنوا} وحَّدوا الله {واتقوا} الشِّرك {لفتحنا عليهم بركات من السماء} بالمطر {و} من {الأرض} بالنَّبات والثِّمار {ولكن كذبوا} الرُّسل {فأخذناهم} بالجدوبة والقحط {بما كانوا يكسبون} من الكفر والمعصية.
{أفأمن أهل القرى} يعني: أهل مكَّة وما حولها، ومعنى هذه الآية وما بعدها: أنَّه لا يجوز لهم أن يأمنوا ليلاً ولا نهاراً بعد تكذيب محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وقوله: {وهم يلعبون} أَيْ: وهم في غير ما يُجدي عليهم.
{أفأمنوا مكر الله} عذاب الله أن يأتيهم بغتةً.
{أَوَلَمْ يهد} يتبيَّن {للذين يرثون الأرض من بعد أهلها} كفار مكَّة ومَنْ حولهم {أن لو نشاء أصبناهم} عذَّبناهم {بذنوبهم} ثمَّ {نطبع على قلوبهم} حتى يموتوا على الكفر، فيدخلوا النَّار، والمعنى: ألم يعلموا أنَّا لو نشاء فعلنا ذلك.
{تلك القرى} التي أهلكتُ أهلها {نقص عليك من أنبائها} نتلو عليك من أخبارها، كيف أُهلكت {ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات} يعني: الذين أُرسلوا إليهم {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} فما كان أولئك الكفَّار ليؤمنوا عند إرسال الرُّسل بما كذَّبوا يوم أخذ ميثاقهم، فأقرُّوا بلسانهم وأضمروا التَّكذيب {كذلك} أَيْ: مثل ذلك الذي طبع الله على قلوب كفَّار الأمم {يطبع الله على قلوب الكافرين} الذين كتب عليهم ألاَّ يؤمنوا أبداً.
{وما وجدنا لأكثرهم من عهد} يعني: الوفاء بالعهد الذي عاهدهم يوم الميثاق.
{ثم بعثنا من بعدهم} الأنبياء الذين جرى ذكرهم {موسى بآياتنا إلى فرعون ومَلَئِهِ فظلموا بها} فجحدوا بها وكذَّبوا {فانظر} بعين قلبك {كيف كان} عاقبتهم، وكيف فعلنا بهم.


{حقيق على أن لا أقول} أَيْ: أنا حقيق بأن لا أقول {على الله إلاَّ} ما هو {الحق} وهو أنَّه واحدٌ لا شريك له {قد جئتكم ببينة من ربكم} أي: بأمرٍ من ربِّكم وهو العصا {فأرسل معي بني إسرائيل} أَيْ: أطلق عليهم، وخلِّهم، وكان فرعون قد استخدمهم في الأعمال الشَّاقة.


{فإذا هي} أَيْ: العصا {ثعبان} وهو أعظم ما يكون من الحيَّات {مبين} بيِّنٌ أنَّه حيَّة لا لبس فيه.
{ونزع يده} أخرجها من جيبه.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11